أحاديث الفترة من ١٩٧٠- ١٩٧٦
١ - الاستعاذة واللجوء الي الله يتبعها استغفار وشكر
تاريخ الحديث: ١٩٧٠/٩/٤
“…الاستعاذة واللجوء الي الله يتبعها استغفار وشكر يؤدي الي أن يجد المستغفرون الشاكرون الله غفورا رحيما. هؤلاء يبشرون الناس بما تحقق لهم وهم دائما موجودون. وها هي بعض الكلمات من الحديث التي تشير الي هذا المفهوم ” إن الله مع الذين عاذوا ولاذوا، واستغفروا وشكروا باسمه، فوجدوا الله غفورا رحيما. هؤلاء حينما عرفوا ذلك، وأدركوا ذلك، وقاموا ذلك، أرادوا وأحبوا أن يعرفوا الناس، وأن يكون للناس من الله ما لهم من الله، فبشروا وعملوا، وعلموا ما تعلموا، حتي يصبح للناس ما أصبح لهم. هؤلاء دائما موجودون وهؤلاء دائما يعملون وهؤلاء دائما يعلمون، هؤلاء هم خلفاء الله في الأرض، هؤلاء هم وجه الله، هؤلاء هم رسول الله، هؤلاء هم من يجب علينا أن نتبع طريقهم، وأن نسير في هديهم، حتي نحقق لأنفسنا ما حققوا لأنفسهم…“.
تعليق:
ربما أختلف الآن مع هذه الصياغة ” هؤلاء هم خلفاء الله في الأرض، هؤلاء هم وجه الله، هؤلاء هم رسول الله” لأنها قد تكون صادمة للبعض ويمكن التعبير عن نفس المضمون بأن نقول “هؤلاء هم عباد الله، هؤلاء هم أولياء الله، هؤلاء هم علماء أمة رسول الله”
مفاهيم دالة :
٢ - غني شاكر وفقير صابر
تاريخ الحديث: ١٩٧٠/٩/١٨
“… هكذا كان الدين يحثنا علي أن نكون خالصين لله، لا نعرف غير وجه الله، ولا نحب إلا رسول الله، ولا نري ولا نسمع ولا نحس إلا رسول الله، فنراه في أنفسنا فنستغني به عن كل شيء، فنكون في معني الأغنياء الشاكرين. أما إذا رأينا رسول الله خارجا عنا، غير موجود فينا وجعلناه منفصلا عن حياتنا، وجعلناه غائبا عن وجودنا، وجعلناه غيبا لا نراه ولا نسمعه ولا نحسه، فإننا بذلك نكون قد غيبنا الحياة عنا، ونكون في معني الأموات الفقراء الصابرين…”
تعليق:
هذا الحديث يحتاج إلى توضيح حيث استخدم تعبير “الفقراء الصابرين” بدلالته السلبية. بينما يمكن أن يدل نفس التعبير على ناحية إيجابية إذا نظرنا إليه بمعنى حال الافتقار إلى الله والصبر الجميل الذي يكون فيه الإنسان طالبا الله أن يأخذ بيده إلى مقام أعلى. وهناك آراء كثيرة في هذه المقولة.
مفاهيم دالة :
٣ - تعريف العلماء والفقهاء والحكماء
تاريخ الحديث: ١٩٧٠/١٠/٩
”… نرى كثيرا من الناس وقد نسوا أو تناسوا إن الله قائم علي كل نفس، إن الله أقرب إليهم من حبل الوريد، إن الله معهم أينما كانوا. نسوا أن لهم رب، نسوا أنهم عباد له، نسوا كل شيء وساروا في طريق لا يعرفونه، ولا يعرفون خطورته. هكذا سار الناس في معناهم العام. ولكن من الناس، من أصبح له بيت لجأ اليه، فصار من الحكماء، العقلاء، الفقهاء، المختفي عن الناس، والمختفي عن الخلق، والمختفي عن الجمع الكبير. أصبح له جماعة يجتمعون علي حب رسول الله، ولا رب لهم إلا الله، ولا يعرفون إلا الله ورسوله. يعيشون في كنفه، ليس لهم سواه، لا طريق لهم إلا طريقه، ولا حياة لهم إلا في كنفه. يعملون بقلوبهم صادقين، منعكسين ببصائرهم في أنفسهم. يرون الأحداث من حولهم فلا يتدخلون فيها، وليس لهم بها شأن. يرون في كل حدث صغير أو كبير أنه من عند الله. وأن هذا تصريف الله فيتعلمون، ويعرفون، يتعلمون أكثر، ويصبح اليقين عندهم أكثر، فالأحداث تتوالي بشكل يجعل عندهم اليقين، ويجعل عندهم الإيمان، ويجعل عندهم الصبر، ويجعل عندهم كل شيء يجعل قلوبهم مفعمة بحب الله ورسول الله”
تعليق:
الجملة ” يرون الأحداث من حولهم فلا يتدخلون فيها، وليس لهم بها شأن” قد يساء فهمها وربما يكون أفضل أن نقول ” يرون الأحداث من حولهم فإذا وجدوا مالا يرضون عنه سألوا الله أن يغيره وإن وجدوا ما يرضون عنه حمدوا الله”
مفاهيم دالة :
- ٣-١-٥-١ اجتماع أفراد الجماعة على محبة رسول الله ليكونوا لتوجيه الأعلى مستقبلين
- ٤-١-١-١ لا تعوق الإنسان أحواله المعيشية أن يقيم صلة بالله
٤ - لايغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم
تاريخ الحديث: ١٩٧٠/١٠/١٦
٤- “… لن يغير الله ما بهم إلا إذا غيروا ما بأنفسهم، غيروا ما في قلوبهم، غيروا ما في عقولهم، بدلوا ما في أنفسهم من ظلام بنور من عند الله، بدلوا ما في قلوبهم من ضلالة بهدي من رسول الله، بدلوا ما في عقولهم من كفر بإيمان وحب وعمل في الله. إننا إذا غيرنا ما بأنفسنا لتغيرت أحوالنا. إن الأحداث التي حولنا والأحداث التي تحيط بنا وأعمالنا التي نصادفها كل يوم إنما هي مرتبطة بداخلنا مرتبطة بما في أنفسنا مرتبطة بما في عقولنا وقلوبنا..” ١٦/١٠/١٩٧٠
مفاهيم دالة :
٥ - وجوب فهم المقصد من القيام في المنسك
تاريخ الحديث: ١٩٧٠/١٠/٣٠
”… إن الفعل إذا لم يكن مصحوبا بفهم عميق وقيام مستقيم، ومصاحبة في الله ورسوله لكان هذا الفعل كأن لم يكن… “الفعل في هذه الجملة عائد علي الصوم أو الصلاة في هذا الحديث.
تعليق:
اكتفيت في هذا الحديث بجملة واحدة تعبر عن مضمونه
مفاهيم دالة :
٦ - مفهوم الصوم ومقصده
تاريخ الحديث: ١٩٧٠/١١/٦
” … شهر رمضان يجب أن يكون له أثر في نفوسنا ويجب أن ينتج تغييرا في نفوسنا ويجب أن يغير مداركنا. فهذا الشهر هو رمز لما يجب أن نتبع في تدريب نفوسنا وفي تدريب عقولنا وفي تدريب قلوبنا. هذا الشهر من كل عام إذا صمناه حقا، صمناه بقلوبنا، وعقولنا، ونفوسنا لتغير ما في نفوسنا، ولتغير ما في قلوبنا، ولتغيرت مداركنا، ولعرفنا الطريق، ولعرفنا معني الحياة، ولعرفنا معني القيام في الله ورسوله. فيجب أن نعرف الصيام وألا نمن علي الله بصيامنا وصلواتنا وزكاتنا فالله يمن علينا أن هدانا للإيمان، يمن علينا أن جعل لنا هذه المناسك لنتدرب فيها. نكون رجالا يحسون بذكر الله ويعرفون ذكر الله. ذكر الله قائم في نفوسهم، ذكر الله تنبض به قلوبهم، ذكر الله يدور دائما في عقولهم.
مفاهيم دالة :
- ٣-١-٦-١ لا يمن الإنسان على الله بأداء المناسك، بل الله يمن عليه أن هداه للإيمان وجعل له هذه المناسك ليذكره
- ٣-٣-١-١ تدريب نفوسنا وإخراج ما فينا من حقائق الحياة
٧ - العبودية لله والتجمع علي ذكر الله
تاريخ الحديث: ١٩٧٠/١١/١٣
”… هل نحن حقا عبادا لله؟ هل عرفنا معني العبودية لله؟ هل أزلنا التراب والرماد عن نفوسنا وعن قلوبنا فرأينا الله حقا في قلوبنا، ورأينا معنانا قائما في معناه؟ هل قمنا في الله وأصبحت صلاتنا متصلة دائمة وذكر الله في قلوبنا لا يقف؟ هل صلاتنا أصبحت لا تنتهي بمجرد انتهاء المناسك؟ إن صلاتنا لو انتهت بانتهاء ما نؤديه من مناسك لكنا ما صلينا، وذكر الله إذا انتهي في وقت معين وأنهيناه ما ذكرنا. إن الصلاة وذكر الله يجب أن يكونا قائمين فينا دائما، لا يغيبان عنا، ولا يبعدان عنا. إن الجماعة إذا اجتمعت علي قلب رجل واحد وأصبحت وحدة في الله واحدة، وأصبح وجودها لا انفصام له عن الله لأصبحت قوة كبيرة، ولأصبحت قوة متصرفة في الوجود…”
مفاهيم دالة :
- ١-٢-٨-١ التغيير إلى الأفضل يمكن أن يحدث للفرد أو المجتمع نتيجة التجمع على هدف نبيل
- ٣-١ الذكر القلبي
- ٣-١-٥-٢ الجماعة قوة كبيرة لها تأثير إيجابي في الحياة يوم يكون اجتماع أفرادها على الذكر بقلوبهم وإعمال عقولهم
- ٣-١-٦-٢ ذكر الله يجب أن يكون قائما في الإنسان دائما
٨ - ذكر الله هو الصلة برسول الله
تاريخ الحديث: ١٩٧٠/١١/٢٠
”… ألا بذكر الله تطمئن القلوب، ألا بذكر الله تسكن النفوس، ألا بذكر الله تستقيم العقول، فهل عرفنا ذكر الله؟ إن ذكر الله ما هو إلا رسول الله، ما هو إلا وجه الله، ما هو إلا كلمة الله، ما هو إلا حبيب الله، ازرع كلمة الله في أرض ناسوتك، أزرع كلمة الله في قلبك. إنك حين تزرع كلمة الله في قلبك فكأنك تزرع حبة في بستان. فإن لم تتعهد هذه الحبة بالرعاية والمثابرة والصبر عليها حتي تنمو وتصبح شجرة فإنها تموت قبل أن تحقق الهدف الأصلي من وجودها. هكذا ذكر الله وكلمة الله أنك حين تزرعها في قلبك فيجب أن تتعهدها بالرعاية وبالصبر وبالسلوك وبالاستقامة وبالمصاحبة وبالمعرفة وبالتفاني في الله وبالتفاني في رسول الله وفي حبيب الله حتي تصبح هذه الكلمة التي زرعتها شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء. فبذلك تكون قد حققت الغرض من وجودك…”
تعليق:
تعريف ذكر الله بأنه هو رسول الله ليس تعبيرا مناسبا. الأفضل أن يقال إن ذكر الله هو الصلة برسول الله. هذا الحديث فيه شيء من التجريد في بعض التركيبات مثل التفاني في الله والتفاني في رسول الله والتي تحتاج الي شرح أكثر وربما هما متضمنان فيما سبق من التوصية بالصبر وبالاستقامة وبالمصاحبة وبالمعرفة.
مفاهيم دالة :
٩ - في ليلة القدر
تاريخ الحديث: ١٩٧٠/١١/٢٧
”.. إن ليلة القدر هي الرسول بقائمه، الرسول بمعني الإنسان المادي القائم بين الناس، إن ليلة القدر هي الرسول الموجود بين الخلق والموجود بين الناس. فالليلة هي الجزء المظلم أي القيام الكثيف أي القيام الجسدي، فقائم الرسول بجسده فينا لا ينقطع وبيننا لا يغيب ومعناه أنه ليلة القدر أنه قائم أبدا، ومعناه أن تنزل الملائكة والروح فيه دائم لا ينقطع أبدا، ومعناه أنه سلام ورحمة وحب وطمأنينة دائمة حتي مطلع الفجر. دائم حتي يتحول بصورته الجسدية الي فجر النور والي الصورة النورانية. ويتجدد مرة أخري في صورة جسدية ليلية فتكون أنت ليلة القدر، أما هو فيكون مطلع الفجر والنور المضيء الهادي الذي يرشدنا ويلهمنا ويحركنا… ”
تعليق:
نلاحظ إن استخدام تعبير رسول الله ذكر بما اعتدنا عليه أن رسول الله قائم دائم علي الأرض بدون أن نفسر ما نقصده بذلك. قد يسبب ذلك انتقاد من القارئ ويحول بينه وبين متابعة الحديث. وقد تنبهت الي ذلك في إحدى اللقاءات في منزل أحد الإخوة من الإسكندرية خارج المدينة حيث سألني أحد المجتمعين عما أقصده بدوام تواجد رسول الله وقد فوجئت بهذا السؤال حيث كنت أكرر هذا التعبير كما لو أنه مشروح بذاته. لم أجب مباشرة علي السؤال فتدخل أحد الإخوان مجيبا بأن تواجده يعني ما ترك من سنة وأحاديث. لم أعلق لأن المعني بالنسبة لي كان أعمق من ذلك. وبدأت حوارا بيني وبين نفسي عن ألفاظ كثيرة نرددها وتحتاج الي أن يكون عندنا مدلول لها يتوافق مع واقعنا وليس مجرد كلمات نرددها حتي وإن كنا قد سمعناها من أبي.
مفاهيم دالة :
١٠ - العيد يمثل اجتماعنا وترابطنا
تاريخ الحديث: ١٩٧٠/١١/٢٩
”… هذا العيد ليس كمثله من الأعياد. فهذا العيد يمثل اجتماعنا وترابطنا. هذا العيد أول عيد بعد تحول أبي من الصورة الشبحية الي الصورة النورانية. فنرجو أن نكون في هذا العيد عند حسن ظنه بنا وأن نكون علي ما أراد وعلي ما يريد. وأن نظل نراه دائما معنا لا ينقطع عنا أبدا نحس بنوره ساريا فينا وبيده تصرف أمورنا وبعقله يفكر معنا وبقلبه يذكر بيننا… ” نري هنا الربط بين العيد وبين التجمع علي ذكر الله وكذلك التركيز علي دوام الصلة بأبي بعد انتقاله.
مفاهيم دالة :
١١ - معرفة إرادة الله بالإنسان تساعده علي توفير كثير من الجهد
تاريخ الحديث: ١٩٧٠/١٢/١٨
”… إن الله بالغ أمره مهما فعلنا. إنه يحركنا كيف يشاء، ويصنع بنا ما يريد. فهل نحن عرفنا ما يريد حتي نكون في إرادته فيبلغ بنا أمره، ونعرف أنه بالغ أمره فعلا. إننا مهما فعلنا، مهما فكرنا، ومهما علمنا، فإن الله بالغ أمره فينا. فإذا رأينا أمره فينا وعرفناه لوفرنا علي أنفسنا الكثير من الجهد، والكثير من الطاقة المبذولة هباء. ولساعدنا أنفسنا علي الرقي، ولساعدنا أمر الله أن يفعل بنا ما يشاء. إن الإنسان بجسده وذاته هو معوق لأمر الله، هو حائل دون نفاذ أمر الله، فكلما قللنا من هذه المقاومة لأصبح أمر الله يفعل بنا ما يشاء دون أن نبذل طاقة في مقاومة أنفسنا…” ١٨/١٢/١٩٧٠
تعليق:
المشكلة التي لم يجب عنها الحديث هو كيف نعرف إرادة الله بنا فقد تكون إرادة الله بنا هي في مقاومتنا لأنفسنا وبذلك نكسب طاقة من هذه المقاومة.
مفاهيم دالة :
١٢ - ابدأ بنفسك ثم بمن تعول
تاريخ الحديث: ١٩٧٠/١٢/٢٥
”… ابدأ بنفسك ثم بمن تعول، ابدأ بنفسك مفكرا في السلام تجعل السلام ينتشر. لأنه لو فكر كل فرد منا في السلام فإن هذا السلام سوف يعم، ويكون له واقع في حياتنا وفي أرضنا. إن أي شيء يبدأ من الفرد ثم يعم وينتشر. أي فكرة صغيرة أو كبيرة بدايتها تكون باعتقادنا وبفكرنا. إن الفرد بقيامه الذاتي، وبقيامه الروحي هو نواة للبشرية أجمع وللأرض جميعها. إننا في هذه الفترة التي نحن مقدمون عليها والتي نعيش فيها نحتاج الي كثير من الفكر والعمل والجهد. فهي الفترة ما بين حجب الحقيقة وظهورها. هي الفترة التي نستطيع أن ننهل منها وأن نكسب فيها الكثير والكثير. إن الإنسان بحجابه عن الحق لا يري الحق ظاهرا واضحا جليا. إن الإنسان في هذه الفترة يستطيع أن يكسب الكثير. وهذا هو الغرض من نزول الإنسان علي الأرض مرات ومرات..”
تعليق:
نزول الإنسان علي الأرض مرات ومرات هو تعبير يحتاج إلي شرح مفهوم الكرات كما وضحته بصورة مجردة في حديث بتاريخ ٦/٢/١٩٨٧
مفاهيم دالة :
١٣ - الأحداث تكلمنا والزمان يستدير ليعلمنا والأيام تتوافق لتخاطبنا
تاريخ الحديث: ١٩٧٦/١/٢
”… إن الأحداث تكلمنا والزمان يستدير ليعلمنا والأيام تتوافق لتخاطبنا لمعاني قائمة فينا تظهر، ولحقائق كامنة تبرز، فنري القائم والموجود، ويظهر المتكنز فينا للشهود، فنعرف حقائق الحياة بنا، ونورها لنا، كامنا في صدورنا بفطرة الحياة. فهل عرفنا أن نكون فيما أمرنا به قائمين، ولما وجهنا إليه مستقبلين، والمثالية متابعين، ولمولد الحق فينا طالبين، وبالحق فينا من أنفسنا لظلامنا هاجرين. إنك يوم يغفر الله لك تولد من جديد ذاكرا ربك ناسيا ما كنت فيه يوم يشغلك ذكر الله عما كان وعما هو كائن وعما سيكون تكون في مولد جديد. تبدأ في هذا الوجود رسالة جديدة لكسب في الله أكبر يكون لك في قيامك قوة تساندك، وحق يعينك. يعينك علي من حولك، يعينك علي نفسك، ويخرجك منها حتي تعود إليها لتهديها وتعلمها. إن الرجاء والأمل في الله كبير، فاهجروا ما فيكم من ظلام وهاجروا إلي رسول الله مستغفرين مقبلين بين يديه مسلمين، مسلمين لواقع الحياة، سائلين أن تكونوا قابلين إن الدين لواقع، وإن الحق هو الواقع، وإن رسول الحق هو الواقع. اطلبوا الله واقعا، واحمدوه واقعا، واذكروا اسمه كثيرا واقعا، لا خيالا ولا رسما. لا تعبدوا صنما تصنعوه بأفكاركم بظن وتخمين بلا واقع ولا يقين…“.
تعليق:
بمناسبة توافق بدء العام الهجري والميلادي كان هذا الحديث يعطي تأملا في معني المولد الحقيقي للإنسان علي هذه الأرض وربطه التأريخ الغربي بمولد السيد المسيح عليه السلام الذي هو رمز للحقيقة. كذلك ربط التأريخ العربي بهجرة سيدنا محمد (صلعم) وهي أيضا ترمز لميلاد جديد للإنسان بالهجرة من الظلام الي النور.
مفاهيم دالة :
١٤ - شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله شهادة طلب ورجاء
تاريخ الحديث: ١٩٧٦/٢/٢٠
”… أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، شهادة طلب ورجاء، وأمل ودعاء. شهادة طلب ان يكون الإنسان بهذه الشهادة وجوده للحق معرضا، وللفضل مهيئا، وللرحمة مستقبلا. شهادة دعاء أن يكون بها الإنسان لما يريد الأعلي أن يحقق به داعيا، أمره مسلما، لا محددا أو متكبرا. وهو بما أودع الله فيه من حق يعلم أن لا حول ولا قوة إلا بالله. لا يحدد طلبا لأنه لا يعلم حقا أو خيرا إنما يترك الاختيار لأعلاه “الرسول أولي بالمؤمنين من أنفسهم”. شهادة أمل أن يكون الإنسان آملا فيما هو أفضل في قيامه، آملا فيما هو أقوم في سلوكه، آملا أن يكون بما هو فيه مهيئا لقادم أفضل، وأهلا لمعرفة أكبر، ووجودا في قادم طامعا في رحمة أعظم، متواصيا بالصبر والرحمة. يعلم أن ما هو قائم به إنما هو حال وقيام ليكسب في الله، وليكون قيام أفضل في الله. فما جحد حاله إنما صبر صبرا جميلا، مستعينا بالله وبقوة من رسول الله، أصبر وما صبرك إلا بالله، اذكر وما ذكرك إلا بالله، استقم وما استقامتك إلا بالله، جاهد وما جهادك إلا بالله، قم متعبدا وما قيامك إلا بالله. تسأل وتستعين بجاه رسول الله آملا أن تقوم بما فيه أمرت، وما به خوطبت. إن سألت فأسأل الله، وإن استعنت فاستعن بالله لا تسأل نفسك، لا تسأل ظلامك، لا تستعين بما هو جاحد حاقد فيك. استعن بالله وتوسل بجاه رسول الله آملا في فضل الله وفي نعمة الله…”
مفاهيم دالة :
- ٣-١-٣-١ يعرض وجوده للحق ويكون أهلا لرحمة الله ويكون قائما في استقامة مع ما هيأ الله له
- ٣-١-٣-٢ يترك الاختيار لأعلاه آملا أن يكون أهلا لمعرفة أكبر وأن ما هو قائم به إنما هو حال وقيام ليكسب في الله
١٥ - الحياة السارية في كل وجود هي مولد لرسول الله في هذا الوجود
تاريخ الحديث: ١٩٧٦/٣/١٢
”… فالحياة السارية في كل وجود هي مولد لرسول الله في هذا الوجود. فهل تعارف الناس علي معني الحياة فيهم؟ هل عرفوه قائما لا يغيب؟ مولود في كل وليد بما فيه من سر الحياة، وبما فيه من اسم الله، وبما فيه من روح الله. عرفوا أن احتفالهم بمولد الحياة فيهم هو يوم يشعروا بالحق ساريا في وجدانهم، زاهقا الباطل فيهم، مقيما إنسان الحق العارف لمعاني الحياة، السالك في طريق الله، المتخلق بأخلاق الله، الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، خليفة الله في الأرض، بيت الله المقصود، نور الله الساري في كل موجود. من تقبل فيضه أفاض عليه بالحياة ممتدة لا تنتهي، وأفاض عليه بالرحمة واسعة لا تحد، وأفاض عليه بالحكمة تزداد فيه ولا تنقص. جعل له نورا يسري به في الناس فجعلهم من الذين نورهم يسعي بين أيديهم، جعله رجلا في الله (إن لله كنوز مفاتيحها الرجال)، جعله هاديا بإذنه وسراجا منيرا. فهل تقبلنا فيضه وأعددنا وجودنا له…”
تعليق:
هذا الحديث قد يكون صادما للبعض فهو يتكلم عن أن كل إنسان علي هذه الأرض يمكن أن يصل في حاله الي ما وصف به محمد (صلعم) مصداقا لقوله (ما أعطيته فلأمتي). ولا يعني ذلك أن يكون مبعوثا من الغيب وإنما يكون متابعا لسنة رسول الله (لكم في رسول الله إسوة حسنة) فتصبح له صفات وأخلاق رسول الله كقيام بشري أكمل رسالته. وهذا الكمال هو ميلاده في عالم الحقيقة.
مفاهيم دالة :
- ١-١-١٣-١ الحياة السارية في كل وجود هي مولد لرسول الله في هذا الوجود
- ٣-٤-٣ التذكر في رمزية مولد سيدنا محمد(صلعم)
١٦ - عن تجمد الناس علي ما هم فيه وعدم طلب التغيير
تاريخ الحديث: ١٩٧٦/٤/٢
“…اللهم إنا نمر في هذه الأيام في حال وفي مجتمع اختلطت به المفاهيم وكثر الجدل كل متمسك بما هو فيه لا يرجو تغييرا، ولا يسأل توجيها، ولا يطلب نصحا، ولا يستمع لقول، ولا يتجه لرب، ولا يتوسل بجاه رسول، ولا يأتلف علي أخ له في الله لوجه الله قاصدا ولعلاقة في الله أكبر طالبا. تدانت المطالب واتجهت كلها إلي ما ترجو نفسه، وما تشتهي ذاته، ناسيا ربه، ناسيا حقه، ناسيا نوره. كان الأجدر بكل فرد في المجتمع أن يكون ناسيا ذاته، ذاكرا ربه، أن يكون ناسيا دنياه، طالبا أخرته، مستمعا منفذا لأمر رسول الله له (عش في الدنيا كأنك غريب استظل بظل شجرة ثم مضي). لقد جعل الله له عينين، ولسانا وشفتين، وهداه النجدين، فهل بما جعل له الله من نعمة في وجوده، ومن عطاء في قيامه، أن يقتحم العقبة، عقبة نفسه، وأن يتخلص من سجين ذاته، وأن ينطلق إلي الأعلى في وجوده، تاركا سفلي قيامه، متمسكا بعلي وجوده. هل هذا هو المقياس في فعل الإنسان الآن؟ أم أن المقياس للفعل هو دنيا يصيبها ومال يجمعه غير أبه بما فيه من حق ولما فيه من نور! هل له في داخلك اتجهت ولنوره طلبت ولعلاقة فيه أكبر طلبت، علاقة فوق الضيق والفرج، فوق التعاسة والسعادة، فوق الحزن والفرح، فوق أسباب الحياة وتجديدها، فوق ظلامها ونورها، فوق تقيدك وانطلاقك، فوق أحاسيسك وتأملاتك، فوق قلبك وعقلك، فوق ظاهر وباطن حياتك، فوق كل شيء. علاقة في الله خالصة، ومطلب في الله لا تشوبه شائبة، وذكر في الله دائم لا تشوبه غفلة…”
”
مفاهيم دالة :
١٧ - إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
تاريخ الحديث: ١٩٧٦/٥/١٤
” …يا من تطلبوا صلة برسول الله، يا من قبلتهم رسول الله، ويا من عرفوا إن الصلاة هي صلة برسول الله، وإن الجماعة هي اجتماع علي رسول الله، اطلبوا صادقين أن تكونوا في هذا قائمين، ولتوجيه الأعلى مستقبلين، بنعمائه مسبحين، وله حامدين شاكرين. التسليم واقع الحياة وقانون من قوانين الحياة، من عرفه أسلم وسلم، من عرفه وجده واقعا لا يغيب، من عرفه قامه سلوكا لا يقارن، ومسلكا ليس فيه جدال، من عرفه عرف ربه، وسلم له، وآمن به قائما وواقعا. لا يعرف التسليم إلا من طلب الصلة، ولا يعرف الصلة إلا من عرف أن الله وملائكته يصلون علي النبي، ولا يعرف أن الله وملائكته يصلون علي النبي، إلا من آمن، ولا يؤمن إلا من يسلم، ولا يسلم إلا من طلب الصلة، فهي دورات متلاحقة أولها لا بداية له ونهايتها لا انتهاء له…
مفاهيم دالة :
- ٣-١-٤-١ الصلاة على النبي هي صلة به
- ٣-١-٤-٢ التسليم لمن طلب الصلة والصلة لمن عرف أن الله وملائكته يصلون على النبي
- ٣-١-٥-١ اجتماع أفراد الجماعة على محبة رسول الله ليكونوا لتوجيه الأعلى مستقبلين
١٨ - أسرار الله في الإنسان
تاريخ الحديث: ١٩٧٦/٦/٥
” إن الحق يخبرك ويعلمك أنك بقائم أمرك، وبظاهر حياتك، وبمادي وجودك، أنت سائر في طريق لا أول له ولا أخر، لا بدء له ولا انتهاء، لأنه طريق الحياة، لأنه طريق الله. فكيف أنت بذاتك تريد أن تحكم علي اللامحدود وأنت في قيامك محدود، كيف تريد أن تعرف حكمة الله في عاجل لأمرك، وأنت لا تعرف أمسك ولا يومك ولا غدك، ولكن مع هذا فهذه صفاتك، وهذا هو حالك. ليس المطلوب أن تهرب من حالك، أو تتنكر لصفاتك. وإنما المطلوب ان تري هذه الصفات، وتعرفها، وتدركها، لأن مع ظهور هذه الصفات فيك ففيك أيضا من الصفات ما هو سام وعال، وما هو حق. فما ظهر الله في شئ مثل ظهوره في الإنسان. هذا حق قائم. والإنسان في تكريم الحق له يمنحه أمانة الحياة، وسر الحياة، سر الحركة والقدرة، سر الإرادة والفعل، سر التأمل والذكر، سر الشهادة والغيب، سر القبول والرفض، سر الاتجاه إلي أعلي أو الاتجاه إلي أسفل، سر الصفات في اجتماعها فيه، وفي ظاهر تناقضها به، سر التسليم إلي أعلي، والإكبار لما هو أعلي، سر المحبة، وسر الخشية. هذه أسرار من أسرار الله بالإنسان وفي الإنسان التي لا تعد ولا تحصي. والإنسان علي ذلك شهيد، شاهد لصفاته، شاهد لأحواله. كما يتحرك الإنسان، ويقوم متوفقا مع ما لهذه الصفات من ارتباط، من انسجام أو تنافر، ومن اتباع أو مقاومة…”
مفاهيم دالة :
- ٢-٢-١٦-١ إدراك الإنسان لمحدودية قيامه في هذه الذات لا يعني أنه ليس فيه قدرات عالية عليه أن يطورها
- ٢-٢-٢٣-١ يؤمن بأن ما فيه من صفات متناقضة لها هدف واحد لا يستطيع أن يعرفه
١٩ - إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد وإن جلاؤها لذكر الله
تاريخ الحديث: ١٩٧٦/٧/٢
إن ذكر الله هو قضية الإنسان الدائمة، في قائم وجوده علي هذه الأرض، بجلبابه البشري من لحظة تواجده به. أوجد الله فيه سره، ونفخ فيه من روحه، وخلقه علي مثاله، وخلفه علي أرض ذاته، وعلمه الأسماء كلها، ليسلك بها ارتقاء فيه. إن قضية آدم، وقضية بني آدم، هي قضية الإنسان في تواجده بأصل، وفي انطلاقه بفرع. إن كل إنسان في هذا الوجود هو آدم بما فيه من بدء وهو ابن آدم بما فيه من تجديد. هو الآدم الذي يتكاثر بذكر الله فيصبح عالما، ويصبح أرضا وسماء. إنك بمعني الآدم، فيك سر الحياة، فيك روح الله، فيك اسم الله. علمك الأسماء كلها، وهداك طريقا، وأرشدك مسلكا، ومهد لك فعلا وعملا، ويسر لك أمرا، وأجزل لك عطاءا. أكرمك وكرمك وكرم ما يصدر منك بمعني الآدم، كرمنا بني آدم. هذا هو قيامك يا إنسان، كادح إلي ربك كدحا فملاقيه، فلا تغفل عن ذكر الله، ولا تغفل عن تقوي الله، (فمن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)، وأسلم وجهك للذي فطرك، ففي السماء رزقكم وما توعدون. اتقوا الله ولا تتوهموا، ولا ترسموا، ولا تصوروا خيالات ترد علي أفكاركم. وإذا فكرتم ولماضي قمتم فيه تذكرتم فلا تأسفوا، وأملأوا عقولكم ذكرا، وبدلوا ما فيكم من تفكير مظلم إلي تأمل في الله، في آلاء الله، فيما أنتم فيه قائمون. ادخلوا مدخل صدق واجعلوا كل تعاملاتكم تعاملا مع الله. جردوا أعمالكم من شهوات دنياكم. وانظروا إلي ما ترغبون من زاوية الحق بكم. وارجعوا الأمور إلي حقكم، والآمال إلي ربكم، والأهداف إلي أعلي لكم. فهذا هو الحق يوم تعرفونه، وهذا هو العمل يوم تدركونه، وهذا هو الذكر يوم تتذاكرونه…”
مفاهيم دالة :
٢٠ - الروحية والصوفية ومواصلة الطريق
تاريخ الحديث: ١٩٧٦/٨/١٣
”… إن الروحية هي سلوك الإنسان بروحه متخذة من جلباب ذاته أداة لتدريبها وتقويمها بالاستعانة برسول الله لتكون أهلا لرحمته ومحلا لمغفرته. وإن الصوفية هي سلوك الإنسان بذاته ليقومها فيكسبها ويفوز بها هاديا لها. فإن نظرنا وتأملنا ما وجدنا فارقا ولا فرقا بين الروحية الحقة والصوفية الحقة. فالأساس هو الإنسان في سلوكه بروحه وذاته متكاملين معا ليحققا ما خلق الإنسان من أجله. فما تدانت روحه لتحل في هذه الذات إلا لتسلك به في قائم هذا الحال. وما خلقت الذات وما فيها إلا لتكسب وترضي. فواجبنا تقدير لما كنا أن نقدر ما نكون، وإكبارا لما تعلمنا أن نكبر ما نتعلم، وإكبارا لما فيه سلكنا أن نكبر ما فيه نسلك، وتعظيما لمن علي يديه تعلمنا ولا زلنا نتعلم أن نعظم ماله نتعلم. فلنتآلف قلبا وقالبا فنشهد صلة لا تنقطع، ونشهد علما لا ينضب، ونشهد نورا ساريا يتقلب في المتقبلين، المتآلفين، المتحابين، الراجيين لقاء ربهم، الذين يحبون لقاء الله فيحب الله لقاءهم، يلقوه قريبا، ولا يلقوه بعيدا، يلقوه حاضرا غير مسوفين لقاءه، يلقوه في قيامهم علي ما هم، يلقوه في أعماقهم، يلقوه في صفائهم، يلقوه في ارتفاعهم عن ذواتهم، يلقوه في سموهم عن شهواتهم، يلقوه في انطلاقهم منتشرين حول قبلته، يلقوه مرشدا، يلقوه معلما، يلقوه حقا ساريا، ويلقوه نورا مضيئا …”
تعليق:
كان هذا الحديث بعد انتقال السيد/محمد عيد غريب وتناول مواضيع عديدة عن معني الروحية والصوفية ومواصلة الطريق بعد انتقال وسيط السيد/سلفربرش
مفاهيم دالة :
٢١ - في معني الصوم
تاريخ الحديث: ١٩٧٦/٨/٢٧
: ” … فها قد رمز لك دينك بمنسك من مناسكه، وبركن من أركانه بمعني الصوم، أن كيف تعيش باستغناء عن الدنيا، وفي افتقار إلي الله متخلقا بأخلاق الله، غني عن العالمين. والعالمين بالنسبة لك هم من دونك. فيوم تستغني عما هو أدني، طالبا ما هو أعلي، منطلقا من سجن ذاتك، ملبيا نداء ربك، ملبيا داعي الحق، تكون حقا صائما، تكون حقا منطلقا، تكون حقا قد أفقت إلي معاني الحق فيك. إن ما تقوم به من شعائر وما تؤديه من مناسك هو وسيلة لتقوي علاقتك بربك، لتقوي علاقتك بحقك، لتعيش بمعاني الحق فيك، لتسأل كسبا في الله أكبر، لتقوم سالكا في الله أعظم…”
مفاهيم دالة :
٢٢ - في معني عيد الفطر
تاريخ الحديث: ١٩٧٦/٩/٢٤
كان هذا الحديث: “لا إله إلا الله وحده، نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده. لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه. هذا ما نبدأ به يومنا بعيد الفطر في ظاهر أمرنا بقائمنا في هذا العالم في هذا الزمان وفي هذا المكان. نبدأ يومنا طالبين صلة بمن شعر حقا بهذه المعاني وقامها، وفي دوام هو يقومه، طالبين صلة بعبد الله حقا، بسر الله فعلا، بنور الله واقعا، برسول الله دائما. إن عيدنا هو يوم تقوم فينا هذه المعاني تتخلل قيامنا وتسري في ذواتنا فتسري منا مجري الدم. نكون حقا قائمين عبادا نصرهم الله، نصرهم الله علي أنفسهم، علي ظلامهم، علي أحزاب الشيطان فيهم. إن عيدنا بتوقيته الزمني يأتي بعد شهر مجاهدة الإنسان لظلامه فإن كان قد نصره الله فهذا عيده، ولينصرن الله من ينصره. وكيف ينصر الله إلا الله فإن قام الإنسان في لا إله إلا الله نصره وأقامه حقا في معني العبد صلة بمعني الحق وبنور الحق… ”
تعليق:
التأمل في معني عيد الفطر في هذا العام كان عن قيام معني الصلة فينا بحق مع رسول الله. في عام ١٩٧٠ كان الحديث يربط العيد بمعني استمراريه التجمع علي ذكر الله.
مفاهيم دالة :
٢٣ - إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون
تاريخ الحديث: ١٩٧٦/١٠/١
“…إن الذين اتقوا والذين هم محسنون في قيامهم وفي سلوكهم ولما حولهم يتأملون، إن الذين اتقوا والذين هم محسنون بالحق يستعينون علي ما فيهم من شيطان نفوسهم الذي يجادلهم بما هم فيه مختلفون. الذين اتقوا والذين هم محسنون هم المجاهدون الذين جاهدوا أنفسهم ويجاهدون شيطانهم الذي يظهر لهم بالعلم والمعرفة. يجادلهم هل الله معكم يا من له تدعون وحول ذكره تجتمعون؟ هل أنتم في استقامة قائمون؟ أم غيركم الذين لا يعرفون ما تعرفون، والذين لا يذكرون مثل ما تذكرون، والذين يأمرون بما به لا تأمرون، هم من معهم الله يرشدهم ويوفقهم؟ بأي مقياس تقيسون؟ إنكم كغيركم من الناس تأكلون وتشربون، وعلي أرزاقكم تتسارعون فما الفارق بينكم وبين الناس؟ اسلكوا مسلكهم تكسبون، الله معهم وليس معكم، فكونوا كما هم فيه قائمون. هكذا تتحدث النفس بظاهر حكمة وبلاغة للذين اتقوا والذين هم محسنون لتخرجهم من حالهم الذي يجاهدون أنفسهم فيه. لا تأمرهم بالخير إلا يوم يعينهم الله عليها بمثالية في رسول الله. فيعين الله الذين اتقوا والذين هم محسنون بسره فيهم وبقائم الحق بين جوانحهم علي نفوسهم فلا يقيسون حالهم بمقياس دنيا ولا ظاهر نعمة مما يشتهي الناس. إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون بما هم فيه يجاهدون وبما لوجهه يقصدون، متساميين مترفعين عن ظاهر جلبابهم، وما هم عليه موجودون. إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، الله معيتهم فيما هم فيه قائمون، الله مرشدهم فيما هم فيه يسلكون، الله هاديهم فيما هم إليه يهتدون.”
مفاهيم دالة :
٢٤ - في معني الإنسان
تاريخ الحديث: ١٩٧٦/١١/٥
“…عباد الله، خلق الله، سر الله، إنكم بموصوفكم بهذه الصفات، وبهذه الأسماء، لكم شأن عظيم، وفضل الله عليكم عظيم. فبفضل الله علي الإنسان يعلمه العبودية، يعلمه كيف يكون فقيرا إليه، يعلمه طريقه وسلوكه، يعلمه قوله وفعله، يعلمه هديه وسره، يعلمه في نفسه وفي حاله ووجوده، فيقوم الإنسان طالبا سائلا، حول إخوان له ملتفا، ومعهم في الله متذاكرا، بالحق والصبر متواصيا، في طريقه سالكا، لقبلته مستقبلا، في صلاته مقيما، وطوافه مؤديا، محور حياته عارفا، بالحق موقنا، وله طالبا، وجوده لنفحات الله معرضا، للخير مستقبلا. إنه الإنسان الذي خلقه الرحمن، وعلمه البيان. إنه الإنسان الذي ماظهر الله في شيء مثل ظهوره فيه، إنه الإنسان الذي عرف ربه، إنه الإنسان الذي عرفه ربه (ما عرفني غير ربي)، إنه الإنسان العبد، إنه الإنسان الرب (عبدي أطعني أجعلك ربانيا تقول للشيء كن فيكون). فهل أدركنا الإنسان؟ وهل تذاكرنا في الإنسان؟ إنك قائم فيما أنت فيه، قائم بمشيئة الله فيك (وما تشاءون إلا أن يشاء الله)، قائم بمشيئة الحق فيك. فبفضل الحق عليك جعل حاجتك الحق، وبنعمة الحق عليك جعلك طمأنينتك فيه (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) …”
مفاهيم دالة :