تخطَّ إلى المحتوى

٢-الإنسان

كانت هناك أحاديث كثيرة عن الإنسان وتوصلت إلى إمكانية تصنيفها تحت موضوعين رئيسيين: الإنسان في أسفل سافلين والإنسان في أحسن تقويم. أضيف هنا فقرة تعبر عن الإنسان بوجه عام حيث أنها لاتنتمي إلى أي من الموضوعين الرئيسيين وتصلح كمقدمة لهذا الجزء:

ومن هنا كان الإنسان هو كيان متكامل، فيه سر بقائه وفيه سر فنائه، فيه سر حياته وفيه سر موته، فيه سر ارتقائه وفيه سر تراجعه. إن الحقيقة الوحيدة التي يملكها الإنسان هي ما فيه من سر الله، هي ما فيه من جوهر الحياة، هي قلبه، هي فطرته. لا يستطيع إنسان أن يتقدم في الطريق إلا إذا عرف كيف يعرض كل شيء على قلبه؟ كيف يكون الدين هو ما يراه في داخله، يوم يقرأ كتابه، يوم يرجع بصره إلى داخله (وفي أنفسكم أفلا تبصرون1). إن أي فعل تقوم به من داخلك وأنت في كامل الاقتناع به، عمل له تأثير، أما أن تؤدي مقلدا دون أن تعرف ما تقوم به، فهو عمل لا أثر له. فكان الدين منهجا لإحياء الإنسان من داخله بحيث ينبع كل شيء من أعماق قلبه. إنا نستمع إلى أحاديث كثيرة، ونقرأ كتاب الله، وحديث رسول الله، إذا تفاعلنا مع هذه القراءة في داخلنا بعمق حيينا، أما إذا أخذناها بظاهرها دون أن تتخطى حاجز أجسادنا إلى قلوبنا، فلن تؤثر فينا تأثيرا حقيقيا. لا يمكن أن تسري هذه الكلمات فينا إذا لم نقتنع بدلالاتها وبحقيقتها، وأن تكون جزءا من اعتقادنا، لا بالقهر ولا بالفرض ولا بالقوة، وإنما بالحب وبالإدراك وبالفهم…(٢٠٠٨/١٢/٢٦)

Footnotes

  1. الذاريات: ٢١