تخطَّ إلى المحتوى

١-الإيمان بالله

الإيمان بالله هو تصديق عميق بوجود أو بقانون. قد يكون ما تؤمن به غيبا عليك أو مشهودا لك. الفقرتان التاليتان تعبران عن هذا المفهوم بوجه عام.

الإيمان بالله ليس مجرد كلمة. فلننظر ما يترتب على إيماننا بالله، وما هو معنى إيماننا بالله، هل إيماننا بالله هو أن نتصور أن الله أمر وعلينا أن ننفذ، وما هو الذي يجب أن ننفذه، وكيف ننفذه. الإيمان بالله ليس كما يختزله البعض في ترديد كلمات وإقامة عبادات. وهل إذا قام الإنسان في ظاهر أمر من أوامر الله يكون مقتنعا بأنه نفذ هذا الأمر. إن تنفيذ أوامر الله يتم من خلال الإنسان، من خلال ما هو قائم وموجود في الإنسان من سر الله، ومن قدرة على تفهم وتفسير ما جاءت به الرسالات، وما جاء به الرسل. الإيمان بالله هو في إعمال ما أوجد الله فيك من سره ومن روحه. إيمانك بالله هو أن تتحرر من أي قيد يفرض عليك إلا ضميرك وقلبك وعقلك. يمكنك أن تسترشد بما يقوله الآخرون، وبما يوضحه من هم أعلم منك بأمور كثيرة، ولكن عليك في النهاية أن تفعل ما أودع الله فيك من طاقات وإمكانات وقدرات… (٢٠٠٦/١٢/٢٢)

إن هذه الآية :(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا …1)، تكشف لنا عن السلوك في طريق الحياة وفي طريق النجاة، بما تحمله من معان تتخطى أي شكل أو صورة، إنما توضح الأساس الذي يسلك عليه الإنسان. ماذا تعني هذه الكلمات :“الذين قالوا ربنا الله” ؟ هل هي مجرد نطق باللسان؟ أم هي حال يقوم فيه الإنسان؟ أم هي قول يحول الإنسان من حال إلى حال؟ أم هي شرح لشهادة أن لا إله إلا الله؟ أم هي فهم للإيمان بالغيب؟ إنها كل ذلك، إنها تعبير عن كل هذه المعان والمفاهيم. يلي ذلك “ثم استقاموا”، فما هي الاستقامة؟ هل الاستقامة هي مجرد القيام بالشعائر؟ هل الاستقامة هي في التعامل مع الناس بالعدل والقسطاس؟ هل هي السير في الأرض بحثا عن العلم والمعرفة؟ هل هي التجمع على ذكر الله؟ هل هي التواصي بالحق والتواصي بالصبر؟ هل هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ إنها كل ذلك. هذه الآية: “الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا” تفسير لشهادة أن لا إله إلا الله، ولشهادة أن محمدا رسول الله… (٢٠١٨/٤/١٣)

تتناول الأقسام التالية مفهوم الإيمان بالغيب ومفهوم الإيمان بالشهادة بشيء من التفصيل.

Footnotes

  1. فصلت ٣٠