٤-المعاملة
الفقرة التالية تعبر عن مفهوم المعاملة و علاقته بالعبادة: وتعاملات الإنسان المادية مع الآخرين هي لها شق مادي أساسي، فهي تقوم على التعامل في المادة، ولكن هناك الجانب الروحي وراءها، المراقب للمعاملة، وأن يكون الإنسان عادلا في معاملته بينه وبين نفسه، فإذا فقد الإنسان هذه الرقابة الداخلية، يكون في معنى المطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون. هذا التداخل بين ما هو روحي وما هو مادي، قائم في كيان الإنسان الذي هو مكون روحي، ومكون مادي. كل المفاهيم، وكل المذاهب، وكل الأديان، وكل الفلسفات التي تتناول قضية الإنسان، فيها الشق الروحي، وفيها الشق المادي. ما يفرق بين الشقين هو أن الشق الروحي يعتمد على الإيمان بالغيب ، ويصل الإنسان له بعقله المجرد. أما المعاملات والعبادات في ظاهرها، يقوم بها الجسد في أفعال لها صورة مادية، مرئية، دنيوية، ولكن وراءها إيمانا بالغيب. لذلك نجد الكثير من الآيات تتحدث عن (الذين آمنوا وعملوا الصالحات1)، فالإيمان أساسي لإدراك علاقة الإنسان بالغيب، والتطبيق في الدنيا أساسي؛ لأنه تعبير عن هذا الإيمان، هذا هو القانون.(٢٠٢٠/٢/١٤)
مفهوم المعاملة يتكون من مفهومين أساسيين: تعامل الإنسان مع أحواله التي يمر بها في حياته البشرية وتعامله مع البيئة المحيطة به. هذان المفهومان لهما علاقة وثيقة بحال الإنسان سواء في أحسن تقويم أو في أسفل سافلين كما أن له علاقة بقوانين الإيمان بالشهادة. الإنسان الذي يتعامل مع الله في كل معاملاته هو في حال يحافظ على ما خلقه الله عليه في أحسن تقويم أو أنه في اتجاه إلى أسفل سافلين ويحاول أن يغير اتجاهه. في كلتا الحالتين هو يطبق قوانين الشهادة.
Footnotes
-
البقرة: ٢٥ ↩